بعده النهار وآخره. وتقول العرب: قبح الله ما قبل منك وما دبر (والصبح إذا أسفر) أي أضاء وأنار - في قول قتادة - وهو قسم آخر. وقال قوم: التقدير ورب هذه الأشياء، لان اليمين لا يكون إلا بالله. وقال قوم: معنى قوله (والصبح إذا أسفر) أي كشف عن الظلام وأنار الأشخاص. وقوله (انها لإحدى الكبر) جواب القسم. وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك: معناه إن النار لإحدى الكبر. وقال قوم: ان هذه الآية لإحدى الكبر. والكبر جمع الكبرى، وهي العظمى وروي عن ابن كثير أنه (قرأ إنها لحدي الكبر) لا يهمزه ولا يكسر يسقط الهمزة تخفيفا، كقولهم في زيد الأحمر زيد لحمر. وفي أصحاب الأيكة أصحاب ليكة.
والاختيار قطع الألف، لان العرب إذا حذفت مثل هذا نقلت حركة الهمزة إلى ما قبلها، واللام قبل هذه الهمزة متحركة، واللام في الأحمر لام التعريف ساكنة.
قوله تعالى:
(نذيرا للبشر (36) لمن يشاء منكم أن يتقدم أو يتأخر (37) كل نفس بما كسبت رهينة (38) إلا أصحاب اليمين (39) في جنات يتساءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنا نخوض مع الخائضين (45) وكنا نكذب بيوم الدين (46) حتى أتينا اليقين (47) فما تنفعهم شفاعة الشافعين (48) فما لهم عن التذكرة معرضين (49) كأنهم حمر مستنفرة (50) فرت من