الكشف المثالي عن سرقات سليم الهلالي - أحمد الكويتي - الصفحة ٨٧
فكم هم الذين يستعجلون وقتهم ومقامهم، وكم هم الذين يعجبون بعملهم ولو كان مسروقا من غيرهم، وكم هم الذين يحبون البروز والعجب بالنفس، ومناداة العامة والدهماء لهم بالمشايخ والأساتذة، وكم هم الذين يفرحون بهذه الألقاب المزورة والأقنعة المزيفة التي ما تلبث أن تزول بحرارة الحق حين يقلق عليها مضاجعها ويؤرق عليها نومها.
ولا نملك لهذه الأصناف من عزاء إلا الإشفاق والرثاء على نسيانها النفس لأنها نسيت الوقوف بين يدي علام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية (وإن تك مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) (فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن بعمل مثقال ذرة شرا يره).
- إلى أن قال -: وأسفاه على هذه النفوس الرديئة التي تظن أنها بعملها هذا قد خدمت الإسلام والمسلمين عن طريق الغش والتدليس، ولكن سرعان ما ينكشف هذا الزغل عاجلا أم آجلا، وهذا ما صارحت به كثيرا من المشتغلين بهذا العلم الشريف - علم الحديث النبوي - الذي أرى أنه لم يرب فيهم وللأسف الشديد إلا الحسد وبخس الناس أشياءهم لأن طريق أخذهم لهذا العلم لم يكن بالصورة السليمة الصادقة التي كان عليها الأوائل...
وإنك لتجد أعجب من هذا (السرقة باسم العلم) فكم من سارق لمؤلفات غيره وكم هم الذين سرقوا أسطرا كثيرة كانت لغيرهم دون أن يذكروا من أين أخذوها أو اقتبسوها...
حدثني شيخ فاضل أن فلانا من الناس (1) يشتغل بالعلم قد سرق منه موضوعا يتعلق بالمرأة، وآخر ألف له كتابا يتعلق بشعر الدعوة ووضع عليه اسمه.
- وختم بقوله بارك الله فيه -: ومما يؤسف له أن يحصل هذا بين أناس اعتقدوا في

(١) هو علي حسن علي عبد الحميد الحلي، والرسالة هي (كلمات إلى الأخت المسلمة). وقد تصدى لكشف حاله أخي الفاضل حسان عبد المنان في رسالته المسماة (الكشف الجلي عن سرقات الحلبي علي).
(٨٧)
مفاتيح البحث: السرقة (2)، عبد الحميد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست