إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي (ص) - الحافظ ابن الصديق المغربي - الصفحة ٤٥
بل قال الذهبي في " الميزان، 1 / 23: والنسائي مع تعنته في الرجال، قد احتج به وهذه شهادة من النسائي بأن الطعن الذي وقع في الحارث، مردود غير مقبول، ولا يلتفت إليه، لأنه ما دام متعنتا في الرجال - والمتعنت المتشدد - يرد حيث الراوي بما لا يكون جرحا، فكيف إذا جرح بالكذب!؟.
فاحتجاجه بالحارث، مع هذا، دليل واضح على أنه ثقة؟ وأن الطعن الذي قيل فيه، لا أساس له يستند عليه، وأن حديثه صحيح كسائر أحاديث الثقات.
ولهذا صرح بصحته الإمام حافظ المغرب أبو عمر بن عبد البر - رحمه الله تعالى - حيث قال في " التمهيد " 4 / 287 في الكلام على الصلاة الوسطى بعد كلام ما نصه: والصحيح عن علي من وجوه شتى صحاح أنه قال في الصلاة الوسطى:
صلاة العصر. وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رواه عنه جماعة من أصحابه، منهم عبيدة السلماني، وشتير بن شكل، ويحيى الجزار، والحارث.
والأحاديث في ذلك صحاح ثابتة، أسانيدها حسان. أ ه‍.
والألباني لشذوذه وجهله بالجرح والتعديل، وأخذه الأقوال في ذلك من غير نقد لها ولا بحث ولا تحقيق ولا تمحيص، خالف عمل هؤلاء الأئمة من السلف والخلف في توثيق الحارث وتصحيح حديثه، وصار يحكم على حديث الحارث بالوضع اغترارا منه بكلام الذهبي في دعواه أن الجمهور على توهينه.
كما وقع منه في كلامه، على حديث: الأنبياء قادة، والفقهاء سادة، ومجالسهم زيادة. فقد ذكره في " الضعيفة " 1 / 54 وقال: موضوع، أخرجه الدارقطني، والقضاعي في " مسند الشهاب "، من طريق أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب مرفوعا.
ثم قال الألباني: وهذا سند ضعيف جدا. الحارث: هو ابن عبد الله الهمداني الأعور ز قد ضعفه الجمهور. + وقال ابن المديني: كذاب.
وقال شعبة: لم يسمع أبو إسحاق منه إلا أربعة أحاديث... الخ كلامه.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»