إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي (ص) - الحافظ ابن الصديق المغربي - الصفحة ٤٣
أنه كان معدودا من سرج الكوفة - كما قال سعيد بن جبير - رضي الله تعالى عنه لهذا ذكره أبو إسحاق الشيرازي - رحمه الله تعالى - في فقهاء التابعين بالكوفة، وقد ذكر منهم علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد بن قيس، والنخعي، ومسروق، وشريح بن الحارث القاضي، والحارث الأعور.
وقال - بعد أن ترجم لهؤلاء الستة ما نصه -: وهؤلاء الستة الذين ذكرناهم أصحاب عبد الله بن مسعود، وقال سعيد بن جبير: كان أصحاب عبد الله سرج هذه القرية.
وقال فيهم الشاعر:
وابن مسعود الذي سرج القرية أصحابه ذوو الأحلام وله جماعة من غير هؤلاء من الأصحاب. قال الشعبي: ما كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفقه صاحبا من عبد الله بن مسعود، أنظر " طبقات الفقهاء " لأبي إسحاق الشيرازي: 80.
وقد اقتصر أبو إسحق الشيرازي في هذه الطبقات على ذكر فقهاء الأمصار الذين لا يسع الفقيه جهلهم لحاجته إليهم في معرفة من يعتبر قوله في انعقاد الإجماع ويعتد به في الخلاف، وذكر ما دل على علمهم من ثناء الفضلاء عليهم. أنظر " الطبقات ": 31.
فالذي يتمسك بقول الذهبي في توهين الحارث بعد هذا هو الواهي حقيقة.
وأرى أن الذهبي نفسه - رحمه الله تعالى - ناقض نفسه في دعواه توهين الجمهور للحارث، حيث قال في كلامه السابق، الذي ذكره في رسالة " الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ": أن الحارث وشبهه يعمل بحديثه. وينقل على تردد بين الأئمة الأثبات في الاحتجاج عمن هذا نعته.
فجعله ممن تردد الأئمة في الاحتجاج به، وهذا يرد دعوى توهين الجمهور له.
وكذلك ناقض الذهبي نفسه حيث قال: مع روايتهم لحديثه في الأبواب، وهذا الشعبي يكذبه ثم يروى عنه، والظاهر أنه يكذب في لهجته وحكاياته وأما في
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»