إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي (ص) - الحافظ ابن الصديق المغربي - الصفحة ٣٢
يجمل صدوره من مسلم عامي، فضلا عمن يدعي خدمة الإسلام ونشر السنة المحمدية، وينصب نفسه لإرساء القواعد (للدولة الإسلامية) إلى درجة أن يدخل من أجل ذلك في مداخل لا قبل له بها، ولا تقرها السنة النبوية التي نصب نفسه للدعوة إليها.
لأن صاحبها - عليه الصلاة والسلام - أمرنا أن لا ننازع الأمر أهله.
أقول: لا يجمل بمسلم عامي في هذا الوقت الذي أصاب البلاد الإسلامية سرطان الارتداد، ونبذ الدين، والخروج منه جملة، بما دخل إليها بواسطة عملاء الشيوعية الملحدة، والصليبية والصهيونية، وغيرهم من عملاء المذاهب الضالة الهدامة، كالوجودية والبهائية والقاديانية والماسونية.
حتى صار تسعون بالمئة من الشباب ملحدا مارقا منحلا، لا يقر بدين ولا يقول بعقيدة.
لا يجمل بمسلم أبدا في هذا الوقت العصيب الذي خرج فيه الناس من دين الله أفواجا، إن يسعى السعي الحثيث، ويعمل جهده، ويصرف طاقته الفكرية والمادية، في نشر الخلاف وبث الشقاق بين البقية الباقية من المسلمين أهل لا إله إلا الله، الذين لا يستطيع الألباني مهما حاول من مغالطات وارتكب من شذوذ أن يخرجهم عن دائرة جماعة أهل السنة عند السلف والخلف.
والذين لا يجوز لأجل ذلك تكفيرهم، أو منع الصلاة خلفهم، وعليهم، أو معاملتهم بغير ما يعامل به المسلم الذي حرم الله تعالى دمه وماله وعرضه.
لأنهم من أهل لا إله إلا الله التي يثقل بها ميزانهم يوم يقوم الناس للحساب، مهما ارتكبوا من موبقات، ومهما خرجوا عن الطريق وفعلوا وفعلوا.
كما يشهد بذلك حديث (البطاقة) وهو معروف مشهور متداول بين أهل الحديث خصه كثير منهم بالتأليف والتصنيف، لأنه حديث قاصم لظهر كل من يريد أن يحجر على أهل لا إله إلا الله رحمة الله تعالى وفضله ومغفرته التي وعد بها قائلها، فيدخل الجنة منهم من أتبعه ورأى رأيه، ويدخل النار من خالفه، ولو كانت المخالفة في الأمور التافهة التي لا تغني العامل بها ولا تسمنه من جوع.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 27 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»