نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول من جعل الهم هما واحدا هم آخرته كفاه الله عز وجل ما همه من أمر دنياه ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك.
ومعناه في أبيات الجرجاني الشهيرة قال فيها:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم * ولو عظموه في النفوس لعظما ولكن أهانوه فهان ودنسوا * محياه بالأطماع حتى تصرما 2090 - لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت. رواه أبو نعيم عن جابر وفي سنده ضعيف، ولابن عساكر عن أبي الدرداء لو أن عبدا هرب من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت.
2091 - لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا. رواه أحمد والطيالسي في مسنديهما وابن ماجة عن عمر مرفوعا وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وحسنه الترمذي.
وللعسكري عن وهب بن منبه أنه قال سئل ابن عباس عن المتوكل فقال الذي يحرث ويبذر وبذره بين المدر. وله أيضا عن معاوية بن قرة أنه قال لقي عمر بن الخطاب ناسا من أهل اليمن فقال ما أنتم فقالوا متوكلون فقال كذبتم أنتم متأكلون إنما المتوكل رجل ألقى حبه في الأرض وتوكل على الله عزل وجل. وقد ألف في التوكل غير واحد كابن خزيمة وابن أبي الدنيا رضي الله عنهم.
2092 - لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله. رواه الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا وقال غريب. وفسره بعضهم فقال لهبط على علم الله وقدرته وسلطانه. وهذه المذكورات في كل مكان لأنه تعالى بصفاته مع العباد وهو معكم أينما كنتم. وقال الحافظ ابن حجر: معناه أن علم الله يشمل جميع الأقطار فالتقدير: " لهبط على علم الله " والله سبحانه منزه عن الحلول في الأماكن فإنه تعالى كان قبل أن يحدث الأماكن. ونقل أن الشيخ الأكبر قدس سره نقله في أثناء أربعين حديثا له وشرحه.