وسلم صححه ابن خزيمة. قال الزركشي اعتل من سلم ترك الصلاة عليه بعلل: منها أنه استغنى بفضيلة أبيه عن الصلاة كما استغنى الشهيد بفضيلة الشهادة. ومنها أنه لا يصلي نبي على نبي، وقد جاء لو عاش لكان نبيا انتهى. ولا بعد في إثبات النبوة له مع صغره لأنه كعيسى القائل يوم ولد * (إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا) وكيحيى الذي قال تعالى فيه * (وآتيناه الحكم صبيا) * قال المفسرون نبئ وعمره ثلاث سنين واحتمال نزول جبريل بوحي لعيسى وليحيى في إبراهيم ويرشحه أنه صلى الله عليه وسلم صومه يوم عاشوراء وعمره ثمانية أشهر ثم قال بعد أن نقل عن السبكي كلاما: وبه يعلم تحقيق نبوة سيدنا إبراهيم في حال صغره. انتهى فاعرفه . وقال في المقاصد الطرق الثلاثة أحدها ما أخرجه ابن ماجة وغيره عن ابن عباس أنه قال لما مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى عليه وقال: إن له مرضعا في الجنة ولو عاش لكان صديقا ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط، وما استرق قبطي. وفي وسنده إبراهيم بن عثمان الواسطي ضعيف. ومن طريقه أخرجه ابن مندة في المعرفة وقال غريب. ثانيها ما رواه إسماعيل السدي عن أنس قال: كان إبراهيم قد ملأ المهد ولو بقي لكان نبيا ولكن لم يكن ليبقى فإن نبيكم آخر الأنبياء. ثالثها رواه البخاري عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفى أنه قال رأيت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم مات صغيرا ولو قضي أن يكون بعد محمد نبي، عاش إبراهيم، ولكن لا نبي بعده. وأخرجه أحمد عن ابن أبي أوفى أنه كان يقول لو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي، ما مات ابنه. قال وعزاه شيخنا للبخاري من حديث البراء فيه فينظر، انتهى. وروى أحمد والترمذي وغيرهما عن عقبة بن عامر رفعه لو كان بعدي نبي لكان عمر، وورد عن جماعة آخرين، وقال القاري ويشير إليه قوله * (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) * فإنه يومئ إلى أنه لا يعيش له ولد يصل إلى مبلغ الرجال فإن ولده من صلبه يقتضي أن يكون لب قلبه كما يقال الولد سر أبيه ولو عاش وبلغ أربعين سنة وصار نبيا لزم ألا
(١٥٧)