شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ١١
(189) الأصل:
إن للقلوب شهوة وإقبالا، وإدبارا، فأتوها من قبل شهوتها واقبالها، فإن القلب إذا أكره عمى.
الشرح:
قد تقدم القول في هذا المعنى.
والعلة في كون القلب يعمى إذا أكره على ما لا يحبه، أن القلب عضو من الأعضاء، يتعب ويستريح كما تتعب الجثة عند استعمالها وأحمالها، وتستريح عند ترك العمل، كما يتعب اللسان عند الكلام الطويل، ويستريح عند الامساك، وإذا تواصل (1) إكراه القلب على أمر لا يحبه ولا يؤثره تعب، لان فعل غير المحبوب متعب، ألا ترى أن جماع غير المحبوب يحدث من الضعف أضعاف ما يحدثه جماع المحبوب، والركوب إلى مكان غير محبوب متعب ولا يشتهى يتعب البدن اضعاف ما يتعبه الركوب إلى تلك المسافة إذا كان المكان محبوبا، وإذا أتعب القلب وأعيا، عجز عن إدراك ما نكلفه إدراكه، لان فعله هو الادراك، وكل عضو يتعب فإنه يعجز (2) عن فعله الخاص به، فإذا عجز القلب عن فعله الخاص به وهو العلم والإدراك، فذاك هو عماه.

(1) ا: (توصل).
(2) ا: (عاجز).
(١١)
مفاتيح البحث: الشهوة، الإشتهاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383