كان للعرب كاهنان اسم أحدهما شق، وكان نصف إنسان، واسم الاخر سطيح، وكان يطوى طي الحصير، ويتكلمان بكل أعجوبة في الكهانة، فقال ابن الرومي:
لك رأى كأنه رأى شق * وسطيح قريعي الكهان يستشف الغيوب عما توارى * بعيون جلية الانسان.
وقال أبو عثمان الجاحظ: كان مسيلمة قبل أن يتنبأ يدور في الأسواق التي كانت بين دور العرب والعجم كسوق الأبلة وسوق بقة وسوق الأنبار وسوق الحيرة يلتمس تعلم الحيل والنيرنجيات واحتيالات أصحاب الرقي والعزائم و النجوم، وقد كان أحكم علم الحزاة وأصحاب الزجر والخط، فعمد إلى بيضة فصب إليها خلا حاذقا قاطعا، فلانت، حتى إذا مدها الانسان استطالت ودقت كالعلك، ثم أدخلها قارورة ضيقة الرأس وتركها حتى انضمت واستدارت وجمدت، فعادت كهيئتها الأولى، فأخرجها إلى قوم وهم أعراب واستغواهم بها، وفيه قيل ببيضة قارور وراية شادن * وتوصيل مقطوع من الطير حاذق قالوا: أراد برأيه الشادن التي يعملها الصبي من القرطاس الرقيق، ويجعل لها ذنبا وجناحين ويرسلها يوم الريح بخيط طويل.
كان مسيلمة يعمل رايات من هذا الجنس، ويعلق فيها الجلاجل، ويرسلها ليلا في شدة الريح، ويقول هذه الملائكة تنزل على وهذه خشخشة الملائكة وزجلها، وكان يصل جناح الطير المقصوص بريش معه فيطير ويستغوي به الاعراب.
شاعر في الطيرة: