شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ١٩٨
(299) الأصل:
لا تصحب المائق فإنه يزين لك فعله، ويود أن تكون مثله.
الشرح:
المائق: الشديد الحمق، والموق: شدة الحمق، وإنما يزين لك فعله لأنه يعتقد فعله صوابا بحمقه فيزينه لك كما يزين العاقل لصاحبه فعله لاعتقاد كونه صوابا، ولكن هذا صواب في نفس الامر، وذلك صواب في اعتقاد المائق، لا في نفس الامر، وأما كونه يود أن تكون مثله فليس معناه إنه يود أن تكون أحمق مثله، وكيف وهو لا يعلم من نفسه أنه أحمق، ولو علم إنه أحمق لما كان أحمق، وإنما معناه إنه لحبه لك، وصحبته إياك، يود أن تكون مثله، لان كل أحد يود أن يكون صديقه مثل نفسه في أخلاقه وأفعاله، إذ كل أحد يعتقد صواب أفعاله، وطهارة أخلاقه، ولا يشعر بعيب نفسه لأنه يهوى نفسه، فعيب نفسه مطوي مستور عن نفسه، كما تخفى عن العاشق عيوب المعشوق.
(١٩٨)
مفاتيح البحث: الستر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383