وكما يروى عن إبراهيم، والعمل عندنا على قول علي عليه السلام، فأما ما ذكره الرضى من أن الجد هي البئر العادية في الصحراء، فالمعروف عند أهل اللغة أن الجد البئر التي تكون في موضع كثير الكلأ، ولا تسمى البئر العادية في الصحراء الموات جدا، وشعر الأعشى لا يدل على ما فسره الرضى، لأنه إنما شبه علقمة بالبئر والكلأ، يظن أن فيها ماء لمكان الكلأ، ولا يكون موضع الظن هذا هو مراده ومقصوده، ولهذا قال:
الظنون، ولو كانت عادية في بيداء مقفرة لم تكن ظنونا، بل كان يعلم أنه لا ماء فيها، فسقط عنها اسم الظنون.