شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ١٠٧
(260) الأصل:
ومنه: إن للخصومة قحما.
قال: يريد بالقحم المهالك، لأنها تقحم أصحابها في المهالك والمتالف في الأكثر فمن ذلك قحمة الاعراب، وهو أن تصيبهم السنة فتتفرق أموالهم، فذلك تقحمها فيهم. وقيل فيه وجه آخر، وهو أنها تقحمهم بلاد الريف، أي تحوجهم إلى دخول الحضر عند محول البدو.
الشرح:
أصل هذا البناء للدخول في الامر على غير روية ولا تثبت، قحم الرجل في الامر بالفتح قحوما، وأقحم فلان فرسه البحر فانقحم، واقتحمت أيضا البحر دخلته مكافحة، وقحم الفرس فارسه تقحيما على وجهه، إذا رماه، وفحل مقحام، أي يقتحم الشول من غير إرسال فيها.
وهذه الكلمة قالها أمير المؤمنين حين وكل عبد الله بن جعفر في الخصومة عنه، وهو شاهد.
وأبو حنيفة لا يجيز الوكالة على هذه الصورة، ويقول: لا تجوز إلا من غائب أو مريض، وأبو يوسف ومحمد يجيزانها أخذا بفعل أمير المؤمنين عليه السلام.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383