شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٧١
وهي قوله عليه السلام (وكل قائم فيما سواه معلول) لأنها للاعراض خاصة، فيدخل أحد مدلول الفقرتين في الأخرى، فيختل النظم.
قلت يريد عليه السلام بالفقرة الأولى كل معروف بنفسه من طريق المشاهدة مستقلا بذاته، غير مفتقر في تقومه إلى غيره فهو مصنوع، وهذا يختص بالأجسام خاصة، ولا يدخل الألوان وغيرها من الاعراض فيه، لأنها متقومة بمحالها.
وخامسها قوله (وكل قائم في سواه معلول)، أي وكل شئ يتقوم بغيره فهو معلول، وهذا حق لا محالة، كالأعراض; لأنها لو كانت واجبة لاستغنت في تقومها عن سواها، لكنها مفتقرة إلى المحل الذي يتقوم به ذواتها; فإذا هي معلولة، لان كل مفتقر إلى الغير فهو ممكن فلا بد له من مؤثر.
وسادسها قوله (فاعل لا باضطراب آلة) هذا لبيان الفرق بينه وبيننا، فإننا نفعل بالآلات وهو سبحانه قادر لذاته فاستغنى عن الآلة.
وسابعها قوله (مقدر لا بجول فكرة)، هذا أيضا للفرق بيننا وبينه، لأنا إذا قدرنا أجلنا أفكارنا، وترددت بنا الدواعي، وهو سبحانه يقدر الأشياء على خلاف ذلك.
وثامنها قوله (غنى لا باستفادة)، هذا أيضا للفرق بيننا وبينه، لان الغنى منا من يستفيد الغنى بسبب خارجي، وهو سبحانه غني بذاته من غير استفادة أمر يصير به غنيا، والمراد بكونه غنيا أن كل شئ من الأشياء يحتاج إليه، وانه سبحانه لا يحتاج إلى شئ من الأشياء أصلا.
وتاسعها قوله (لا تصحبه الأوقات)، هذا بحث شريف جدا، وذلك لأنه سبحانه ليس بزمان ولا قابل للحركة، فذاته فوق الزمان والدهر; اما المتكلمون فإنهم يقولون:
(٧١)
مفاتيح البحث: الغنى (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317