شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٧٥
السنين، فوجه إليهم أخاه الريان بن المنذر، وجل من معه من بكر بن وائل، فاستاق النعم وسبى الذراري، وفى ذلك يقول بعض بنى يشكر:
لما رأوا راية النعمان مقبلة * قالوا الا ليت أدنى دارنا عدن يا ليت أم تميم لم تكن عرفت * مرا وكانت كمن أودى به الزمن إن تقتلونا فأعيار مخدعة * أو تنعموا فقديما منكم المنن منكم زهير وعتاب ومحتضن * وابنا لقيط وأودى في الوغى قطن.
فوفدت بنو تميم إلى النعمان، واستعطفوه، فرق عليهم، وأعاد عليهم السبي، وقال كل امرأة اختارت أباها ردت إليه، وإن اختارت صاحبها تركت عليه، فكلهن اخترن آباءهن، الا ابنة قيس بن عاصم، فإنها اختارت من سباها، وهو عمرو بن المشمرخ اليشكري فنذر قيس بن عاصم المنقري التميمي الا يولد له بنت الا وأدها، والوأد أن يخنقها في التراب ويثقل وجهها به حتى تموت. ثم اقتدى به كثير من بنى تميم، قال سبحانه ﴿وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت﴾ (١)، أي على طريق التبكيت والتوبيخ لمن فعل ذلك أو أجازه، كما قال سبحانه ﴿يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله﴾ (2).
ومن جيد شعر الفرزدق قوله في هجاء جرير:
ألم تر انا بنى دارم * زرارة منا أبو معبد (3) ومنا الذي منع الوائدات * وأحيا الوليد فلم يوأد (4) السنا بأصحاب يوم النسار * وأصحاب ألوية المربد

(١) سورة التكوير ٨، ٩.
(٢) سورة المائدة ١١٦.
(3) ديوانه 202، 203.
(4) يعني جده صعصعة بن ناجية.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317