شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٢٥
فان قلت فهل يمكن أن يفرق بينهما، ليكون الكلام أكثر فائدة قلت نعم بان يريد بالأول من رأى رأيا وكشفه لغيره، وجامعه عليه ثم بدا له وعابه، ويريد بالثاني من عزم نفسه عزما ولم يظهر لغيره ثم رجع عنه، ويمكن أيضا بان يفرق بينهما بان يعنى بالرأي الاعتقاد، كما يقال هذا رأي أبي حنيفة، والعزم أمر مفرد خارج عن ذلك، وهو ما يعزم عليه الانسان من أمور نفسه، ولا يقال عزم في الاعتقادات.
ثم قال عليه السلام (وقد أدبرت الحيلة) أي ولت، وأقبلت الغيلة، أي الشر، ومنه قولهم فلان قليل الغائلة أو يكون بمعنى الاغتيال، يقال قتله غيلة، أي خديعة يذهب به إلى مكان يوهمه انه لحاجة ثم يقتله.
قال عليه السلام (ولات حين مناص)، هذه من ألفاظ الكتاب العزيز (1)، قال الأخفش شبهوا (لات) بليس، وأضمروا فيها اسم الفاعل; قال ولا تكون (لات) الا مع (حين)، وقد جاء حذف (حين) في الشعر، ومنه المثل (حنت ولات هنت)، أي ولات حين حنت، والهاء بدل من الحاء، فحذف الحين وهو يريده. قال وقرا بعضهم (ولات حين مناص) بالرفع، وأضمر الخبر. وقال أبو عبيد هي لا; والتاء إنما زيدت في (حين)، لا في (لا)، وان كتبت مفردة، والأصل (تحين) كما قال في (الان) (تلان) فزادوا التاء، وأنشد لأبي وجزة:
العاطفون تحين ما من عاطف والمطعمون زمان أين المطعم (2).
وقال المؤرج زيدت التاء في (لات) كما زيدت في (ربت) و (ثمت).
والمناص المهرب، ناص عن قرنه ينوص نوصا ومناصا، أي ليس هذا وقت الهرب والفرار.

(١) وهو قوله تعالى في سورة ص ٣: (ولات حين مناص).
(٢) الصحاح ١: ٢٢٦.
(١٢٥)
مفاتيح البحث: القتل (2)، العزّة (1)، سورة ص (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317