شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٢٦
ويكون المناص أيضا بمعنى الملجأ والمفزع، أي ليس هذا حين تجد مفزعا ومعقلا تعتصم به.
هيهات اسم للفعل ومعناه بعد، يقال هيهات زيد فهو مبتدأ وخبر، والمعنى يعطى الفعلية، والتاء في (هيهات) مفتوحة مثل كيف، وأصلها هاء، وناس يكسرونها على كل حال بمنزلة نون التثنية، وقال الراجز:
هيهات من مصبحها هيهات * هيهات حجر من صنيعات (1).
وقد تبدل الهاء همزة، فيقال (أيهات) مثل هراق وأراق، قال * أيهات منك الحياة إيهاتا (2) *.
قال الكسائي فمن كسر التاء وقف عليها بالهاء، فقال (هيهاه)، ومن فتحها وقف انشاء بالتاء وان شاء بالهاء.
قوله عليه السلام (ومضت الدنيا لحال بالها)، كلمة تقال فيما انقضى وفرط امره، ومعناها مضى بما فيه إن كان خيرا، وإن كان شرا.
قوله عليه السلام (فما بكت عليهم السماء); هو من كلام الله تعالى; والمراد أهل السماء وهم الملائكة وأهل الأرض وهم البشر، والمعنى انهم لا يستحقون أن يتأسف عليهم، وقيل أراد المبالغة في تحقير شانهم; لان العرب كانت تقول في العظيم القدر يموت بكته السماء وبكته النجوم، قال الشاعر:
فالشمس طالعة ليست بكاسفة تبكي عليك نجوم الليل والقمرا (3).
فنفى عنهم ذلك وقال ليسوا من يقال فيه مثل هذا القول، وتأولها ابن عباس رضي الله عنه لما قيل له أتبكي السماء والأرض على أحد فقال نعم يبكيه مصلاه في الأرض ومصعد عمله في السماء; فيكون نفى البكاء عنهما كناية عن انه لم يكن لهم في الأرض عمل صالح يرفع منهما إلى السماء

(1) اللسان 17: 451 من رجز نسبه إلى حميد الأرقط.
(2) انظر اللسان 17: 452.
(3) لجرير، ديوانه 304.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317