شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٠٦
ظلالا تحت العرش قبل خلق البشر، وقبل خلق الطينة التي كان منها البشر، أشباحا عالية، لا أجساما نامية، ان أمرنا صعب مستصعب، لا يعرف كنهه الا ثلاثة ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للايمان، فإذا انكشف لكم سر أو وضح لكم أمر فاقبلوه، والا فاسكتوا تسلموا، وردوا علمنا إلى الله فإنكم في أوسع مما بين السماء والأرض.
وخامسها: (قوله سلوني قبل أن تفقدوني)، أجمع الناس كلهم على أنه لم يقل أحد من الصحابة، ولا أحد من العلماء (سلوني) غير علي بن أبي طالب عليه السلام، ذكر ذلك ابن عبد البر المحدث في كتاب " الاستيعاب ".
والمراد بقوله (فلانا اعلم بطرق السماء منى بطرق الأرض)، ما اختص به من العلم بمستقبل الأمور، ولا سيما في الملاحم والدول، وقد صدق هذا القول عنه ما تواتر عنه من الاخبار بالغيوب المتكررة، لا مرة ولا مائة مرة، حتى زال الشك والريب في أنه اخبار عن علم، وانه ليس على طريق الاتفاق، وقد ذكرنا كثيرا من ذلك فيما تقدم من هذا الكتاب.
وقد تأوله قوم على وجه آخر قالوا أراد انا بالأحكام الشرعية والفتاوى الفقهية اعلم منى بالأمور الدنيوية; فعبر عن تلك بطرق السماء، لأنها احكام إلهية، وعبر عن هذه بطرق الأرض لأنها من الأمور الأرضية. والأول أظهر، لان فحوى الكلام وأوله يدل على أنه المراد
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317