كأنهما نهر جار لو وضع عليه قدح ملآن ما انكفأ ثم رفع رأسه بالخشوع ورفع يديه حتى أزتا شحمة أذنيه وقال سمع الله لمن حمده ثم اعتدل قائما وأمهل فيه حتى رجع كل عظم إلى موضعه ثم انحط بالتكبير ساجدا فأثبت جبهته في الأرض وانفه حتى رأى أثر أنفه في الرمل وفرش ذراعيه ورأسه بينهما ثم رفع رأسه بالتكبير وجلس جلسة خفيفة فاستبطن فخذه اليسرى ونصب قدمه اليمنى أثبت أصابعهما ثم انحط ساجدا مثل ذلك ثم رفع رأسه بالتكبير ثم فعل مثل ذلك في جميع الصلاة حتى تمت أربع ركعات ثم جلس في المنكدر فوضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى وخفض فخذه وحلق أصبعه يدعو به من تحت الثوب وكان ذلك في الشتاء وكان أصحابه خلفه أيديهم في ثيابهم يعملون هذا وتنفل ثم سلم عن يمينه حتى رؤي بياض خده الأيمن ثم سلم عن يساره حتى رؤي بياض خده الأيسر حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا مسعر عن عبد الجبار بن وائل قال حدثني أهلي عن أبي قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء فشرب ثم مج في الدلو ثم صب في البئر أو شرب من الدلو ثم مج في البئر ففاح منها مثل ريح المسك حدثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن عبد الجبار بن وائل عن بعض أهله عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أتي بدلو فتوضأ منه فمضمض ثم مج فيه المسك أو أطيب من المسك واستنثر خارجه
(٥١)