أصبحت ناصحا للمسلمين فقال معاوية لو سمعت ذا وعلمته ما أقدمتك قلت أوليس قد رأيت ما صنع محمد بن مسلمة عند مقتل عثمان أومأ بسيفه إلى صخرة فضربه بها حتى انكسر قال أولئك قوم يحملون علينا قلت فكيف نصنع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الأنصار فبحبي ومن أبغضهم فببغضي فقال اختر أي البلاد شئت فإنك لست براجع إلى حضرموت فقلت عشيرتي بالشام وأهل بيتي بالكوفة فقال رجل من أهل بيتك خير من عشرة من عشيرتك فقلت ما رجعت إلى حضرموت سرورا بها وما ينبغي للمهاجر أن يرجع إلى الموضع الذي هاجر منه إلا من علة قال وما علتك قلت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن فحيث اختلفتم اعتزلناكم وحيث اجتمعتم جئناكم فهذه العلة فقال إني قد وليتك الكوفة فسر إليها فقلت ما إلي بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أما رأيت أبا بكر قد أرادني فأبيت وأرادني عمر فأبيت وأرادني عثمان فأبيت ولم أدع بيعتهم قد جاء في كتاب أبي بكر حيث ارتد أهل ناحيتنا فقمت فيهم حتى ردهم الله إلى الإسلام بغير ولاية فدعا عبد الرحمن بن أم الحكم فقال له سر فقد وليتك الكوفة وسر بوائل بن حجر فأكرمه وأقض حوائجه فقال يا أمير المؤمنين أسأت في الظن تأمرني بإكرام رجل قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرمه وأبا بكر وعمر وأنت قال فسر بمعرفة ذلك منه فقدم معه حدثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن حجر بن عبد الجبار
(٤٩)