بكمالها بذكر شعبة في كتاب وصف الإيمان وشعبه بما أرجو أن فيها الغنية للمتأمل إذا تأملها فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب والدليل على أن الإيمان أجزاء بشعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خبر عبد الله بن دينار الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله فذكر جزءا من أجزاء شعبة هي كلها فرض على المخاطبين في جميع الأحوال لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل وأني رسول الله والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار وما يشبه هذا من أجزاء هذه الشعبة واقتصر على ذكر جزء واحد منها حيث قال أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله فدل هذا على أن سائر الأجزاء من هذه الشعبة كلها من الإيمان ثم عطف فقال وأدناها إماطة الأذى عن الطريق فذكر جزءا من أجزاء شعبة هي نفل كلها للمخاطبين في كل الأوقات فدل ذلك على أن سائر الأجزاء التي هي من هذه الشعبة وكل جزء من أجزاء الشعب التي هي من بين الجزأين المذكورين في هذا الخبر اللذين هما من
(٣٨٨)