قال أبو حاتم هذان خبران خرج خطابهما على حسب الحال لأنه صلى الله عليه وسلم ذكر الإيمان ثم عده أربع خصال ثم ذكر الإسلام وعدة خمس خصال وهذا ما نقول في كتبنا بأن العرب تذكر الشئ في لغتها بعدد معلوم ولا تريد بذكرها ذلك العدد نفيا عما وراءه ولم يرد بقوله صلى الله عليه وسلم إن الإيمان لا يكون إلا ما عد في خبر بن عباس لأنه ذكر صلى الله عليه وسلم في غير خبر أشياء كثيرة من الإيمان ليست في خبر بن عمر ولا بن عباس اللذين ذكرناهما \ 158 \ ذكر الخبر الدال على أن الإيمان والإسلام اسمان بمعنى واحد أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال يا محمد ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر قال يا رسول الله فما الإسلام قال لا تشرك بالله شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال يا محمد ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال يا محمد فمتى الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربتها ورأيت العراة الحفاة رؤوس الناس في خمس
(٣٧٥)