فقالت: انه بلغني انك قلت ذيت وذيت، والواشمة والمستوشمة، واني قرأت ما بين اللوحين فلم أجد الذي تقول، واني لأظن على أهلك منها، أنه قال فقال لها عبد الله: فادخلي فانظري فدخلت فنظرت فلم تر شيئا. ثم خرجت فقالت: لم أر شيئا فقال لها عبد الله: اما قرأت * (وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا) * الآية 7 من سورة الحشر. قالت بلى أنه قال : فهو ذاك وباسناده عن حسان بن عطية أنه قال كان جبرائيل ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياها كما يعلمه القرآن وباسناده أيضا عن الهيثم بن عمران أنه قال سمعت إسماعيل بن عبيد الله يقول ينبغي لنا ان نحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفظ القرآن لان الله تعالى يقول * (وما آتاكم الرسول فخذوه) * أفبعد كتاب الله يمترون فحق عليهم قول الله تعالى * (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون) * الآية 10 سورة البقرة وهذا الكتاب الذي بين أيدينا كتاب نفيس من كتب السنة النبوية الشريفة راعى مصنفه اثبات الصحيح ووسمه " بالمنتقى " حيث انتقى جملة من الأحاديث التي ثبتت عنده صحتها. وهو المحدث المشهور الذي ذاع صيته وصيت كتابه في الآفاق وتقبلوه وتدارسوه وتناقلوه فيما بينهم. حتى أنه قال عنه الذهبي: لا ينزل عن رتبة الحسن ابدا الا في النادر في أحاديث يختلف فيها اجتهاد النقاد وقد صرح غير واحد من العلماء انه من أصح الكتب التي جردت للصحيح فهذا الكتاب نقدمه للقراء ليقتدوا بسنة نبيهم الكريم مرتبا على الأبواب الفقهية وعمل له فهرسا للأحاديث ليستعان به عند التنقيب. راجين من المولى عز وجل ان ينصرنا على أعداء السنة ويجعلنا خداما لها نذب عنها باللسان والسنان انه على ما يشاء قدير المدير العام لمركز الخدمات والأبحاث الثقافية ومدير دار الجنان عبد الله عمر البارودي
(٦)