المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير البشر من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، اما بعد فان السنة النبوية المطهرة الثابتة عن النبي والمدونة في بطون الكتب والمحفوظة في صدور العلماء هي سراج يضئ العقل والقلب، ومن تتبعها واقتدى بها فاز ومن اعرض عنها فذم بها طعنا وافتراء وقدحا وانتقاصا فقد خاب. كيف لا وقد خص الله نبيه بالحكم الباهرة والبراهين الساطعة والحجج المؤيدة. لما فيه خير للبشرية والناس. وليخرجهم من الظلمات إلى النور فلقد ظهر في هذا الزمان مفترون على السنة وأحاديث النبي شأنهم في ذلك الانتصار لأهوائهم ومعتقداتهم، يقولون بالأخذ بالقرآن والتوقف عن الاخذ بالأحاديث. فقد خابوا والله وخسروا حجتهم في ذلك اختلاف العلماء والمحدثين فيما بينهم في التصحيح والتضعيف والتفاتهم إلى أعداء الأمة والدين. وقلة علمهم وتبصرهم فيما أمرهم الله وكلفهم به فوالله لو قرأوا القرآن وتدبروا آياته ومعانيه لكفاهم ذلك حجة. فقد اخرج الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية عن ابن عباس انه أنه قال : أنه قال عمر رضي الله عنه ان الله تعالى بعث محمدا وانزل عليه الكتاب فكان فيما انزل عليه آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده وأخشى ان طال بالناس زمان يقول رجل والله ما نجد آية الرجل في كتاب الله فيترك فريضة أنزلها الله فان الرجم في كتاب الله تعالى حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت عليه البينة أو كان الحبل أو الاعتراف وباسناده أيضا عن علقمة ان امرأة من بني أسد أتت عبد الله بن مسعود
(٥)