كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٧٨
وقال: إني من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وكنت مع إبراهيم خليل الرحمن إذ ألقي في النار، فكنت بينه وبين المنجنيق حتى أخرجه الله عز وجل منها، وجعلها عليه بردا، وسلاما، وكنت مع يوسف الصديق في الجب فسبقته على وعره، وكنت معه في محبسه حتى أخرجه الله عز وجل منه، ولقيت موسى بالمكان الأثير، وكنت مع عيسى ابن مريم، فقال لي: عيسى: إن لقيت محمدا فأقرئه مني السلام، يا رسول الله قد بلغتك السلام، وقد آمنت بك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وعلى عيسى السلام وعليك، يا هامة حاجتك؟ ". قال: إن موسى علمني التوراة، وعيسى علمني الإنجيل، فعلمني القرآن، فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه إليه وما أراه إلا حيا.
(102) - حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا يزيد بن يزيد الموصلي التيمي مولى لهم، ثنا أبو إسحاق الجرشي، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
" غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بفج الناقة عند الحجر إذا نحن بصوت يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد، المرحومة المغفور لها، المتاب عليها، المستجاب لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا أنس أنظر ما هذا الصوت " فدخلت الجبل، فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية عليه ثياب بيض، طوله أكبر من ثلاثمائة ذراع، فلما نظر إلي قال: أنت رسول النبي؟ قلت: نعم. قال: ارجع إليه، فأقرئه مني السلام، وقل له هذا أخوك الياس
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست