كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٧٩
يريد أن يلقاك، فجاء النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى إذا كنت قريبا منه تقدم وتأخرت فتحدثا طويلا، فنزل عليهما شئ من السماء شبيه السفرة، فدعواني فأكلت معهما فإذا فيه كمأة ورمان وكرفس، فلما أكلت قمت فتنحيت، وجاءت سحابة فاحتملته أنظر إلي بياض ثيابه فيها، تهوي به قبل الشام، فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وأمي هذا الطعام الذي أكلنا من السماء نزل عليك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " سألته عنه فقال لي: أتاني به جبريل في كل أربعين يوما أكلة، وفي كل حول شربة من ماء زمزم، وربما رأيته على الجب يمسك بالدلو، فيشرب وربما سقاني ".
(103) - حدثني أبي، أنا محمد بن مصعب القرقساني، ثنا أبو بكر بن أبي مريم قال:
" حج قوم فمات صاحب لهم بأرض فلاة فطلبوا الماء فلم يقدروا عليه، فأتاهم رجل فقالوا: دلنا على الماء. قال: إن حلفتم لي ثلاثا وثلاثين يمينا أنه لم يكن صرافا، ولا مكاسا، ولا عريفا، ولا بريدا، دللتكم على الماء، فحلفوا له ثلاثا وثلاثين يمينا فدلهم على الماء، وكان منهم غير بعيد، قالوا: عاونا على غسله، فقال:
إن حلفتم لي ثلاثا وثلاثين يمينا إنه لم يكن صرافا، ولا مكاسا، ولا عريفا، ولا بريدا، أعنتكم على غسله، فحلفوا له ثلاثا ثلاثين يمينا، فأعانهم على غسله، ثم قالوا له: تقدم فصل عليه، فقال: لا إلا أن تحلفوا أربعا وثلاثين يمينا أنه لم يكن صرافا، ولا مكاسا، ولا عريفا، ولا بريدا، فحلفوا له أربعا وثلاثين يمينا أنه لم يكن
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست