كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٧٤
نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء، صاحب الناقة القصواء. قال فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت، حتى أتيت وثنا لنا، يقال له: الضمار كنا نعبده ونكلم من جوفه، فكنست ما حوله، ثم تمسحت به فإذا صائح يصيح من جوفه:
قل للقبائل من سليم كلها * هلك الضمار وفاز أهل المسجد هلك الضمار وكان يعبد مرة * قبل الصلاة على النبي محمد إن الذي جاء بالنبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتدي قال: فخرجت مذعورا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر، فخرجت في ثلاثمائة من قومي من بني الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فدخلنا المسجد، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم وقال: " يا عباس كيف إسلامك؟ " فقصصت عليه فقال: " صدقت " فأسلمت أنا وقومي.
(97) - حدثني أبي، عن هشام بن محمد، ثنا مالك بن نصر الدالاني - من همدان - قال: سمعت شيخا لنا يذكر قال:
" خرج مالك بن خريم الدالاني في نفر من قومه في الجاهلية يريدون عكاظ، فاصطادوا صيدا، وأصابهم عطش شديد فانتهوا إلى موضع يقال له: أجيرة فقصدوا الظبي، وجعلوا يشربون من دمه من العطش، فلما ذهب دمه ذبحوه، وخرجوا في طلب الحطب، وكمن مالك في خبائه، فأثار بعضهم شجاعا، فأقبل منسابا حتى دخل رحل مالك، فلاذ به وأقبل الرجل في أثره، فقال يا مالك اقتل الشجاع عنك، فاستيقظ مالك، فنظر إليه فلاذ به، فقال مالك للرجل: عزمت عليك ألا تركته، فكف عنه، وأنساب الشجاع إلى مأمنه، وأنشأ مالك يقول:
وأوصاني الخريم بعز جاري * وأمنحه وليس به امتناع وأدفع ضيمه وأذب عنه * وأمتع إذا امتنع المتاع درا لله أنى عنه ينحو * لشئ ما استجارني الشجاع
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست