كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٨٣
قال الأعمش: وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان وأبي الدرداء رضي الله عنهما.
(110) - حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن السكن، ثنا محمد بن زياد بن زبار الكلبي، ثنا العلاء بن برد بن سنان، عن الفضل بن حبيب السراج، عن مجالد عن الشعبي، عن النضر بن عمرو الحارثي قال:
" إنا كنا في الجاهلية إلى جانبنا غدير، فأرسلت ابنتي بصحفة لتأتيني بماء، فأبطأت علينا، فطلبناها فأعيتنا، فسلونا عنها، قال: فوالله إني ذات ليلة جالس بفناء مظلتي إذ طلع علي شيخ فلما دنا مني إذا ابنتي. قلت: ابنتي. قالت: ابنتك. قلت:
أين كنت أي بنية؟ قالت: أرأيت ليلة بعثتني إلى الغدير إن جنيا استطار بي، فلم أزل عنده حتى وقع بينه وبين فريقين من الجن حرب، فأعطى الله عز وجل عهدا إن ظفر بهم أن يردني عليك، فظفر بهم فردني عليك، وإذا هي قد شحب لونها، وتمرط شعرها، وذهب لحمها، فأقامت عندنا فصلحت، فخطبها بنو عمها فزوجناها، وقد كان الجني جعل بينه وبينها أمارة، إذا رابها ريب أن تدخن له، وإن ابن عمها ذلك عيب عليها فقال: جنية شيطانة ما أنت بأنسية، فدخنت فناداه مناد: مالك ولهذه، لو كنت تقدمت إليك لفقأت عينيك، رعيتها في الجاهلية بحبي، وفي الإسلام بديني.
فقال له الرجل: إلا تظهر حتى نراك؟ قال: ليس ذاك لنا، إن أبانا سأل لنا ثلاثا: أن
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست