كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٨١
" كنت مع زياد النميري في طريق مكة فضلت ناقة لصاحب لنا، فطلبناها فلم نقدر عليها، فأخذنا نقتسم متاعه، فقلنا لزياد: ألا تقول شيئا؟ قال: سمعت أنسا - رضي الله عنه - يقول: تقرأ حم السجدة، وتسجد، وتدعو. فقلنا: بلى، فقرأ حم السجدة، ودعا فرفعنا رؤوسنا فإذا رجل معه الناقة التي ذهبت، فقال زياد: أعطوه من طعامكم فلم يقبل. قال: أطعموه. قال: إني صائم. قال: فنظرنا فلم نر شيئا، قال:
فلا أدري من كان ".
(106) - حدثني محمد بن الحسين، حدثني أبو عبد الملك بن الفارسي، حدثني عبد الله بن سليمان - من أهل عسقلان وكان ما علمته فاضلا - حدثني رجل من العابدين ممن قدم علينا مرابطا بعسقلان قال:
" قمت ذات ليلة للتهجد على بعض السطوح فإذا أنا بهاتف يهتف من البحر:
إليكم معاشر العابدين إننا نفر من الأمم قبلكم: قسمت العبادة ثلاثة أجزاء فأولها:
قيام الليل، وثانيها: صيام النهار، وثالثها: التسبيح، وهذا خير القسمة، فخذوا منه بالحظ الأوفر. قال: فسقطت والله لوجهي مما دخلني من ذلك ".
(107) - حدثني محمد بن الحسين، حدثني عبد الرحمن بن عمرو الباهلي، عن السري بن إسماعيل يذكر عن يزيد الرقاشي: أن صفوان بن محرز المازني كان إذا قام إلى تهجده في الليل قام معه سكان داره من الجن فصلوا بصلاته، واستمعوا القرآن. قال السري: فقلت ليزيد: وأنى علم ذلك؟ قال: كان إذا قام سمع لهم
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست