صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، لم يدع معهم أحدا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما حديث بلغني عنكم؟ فقالت الأنصار: أما ذوو رأينا فلم يقولوا شيئا، وأما أناس حديثة أسنانهم فقالوا كذا وكذا - للذي قالوا - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أعطي رجالا حدثاء عهد (1) بكفر أتألفهم، أو قال: استألفهم، أو لا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به، قالوا: أجل يا رسول الله! قد رضينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ستجدون بعدي أثرة (2) شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فإني فرطكم على الحوض، قال أنس: فلم يصبروا (3).
19909 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن محمد ابن عقيل بن أبي طالب أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري، فقال: تلقاني الناس كلهم غير كم يا معشر الأنصار!
فما منعكم أن تلقوني؟ قال: لم تكن لنا دواب، قال معاوية: فأين النواضح؟ قال أبو قتادة: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر، قال: ثم قال أبو قتادة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: إنا لنرى بعده أثرة، قال معاوية: فما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه، .