ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه: رحم الله من اهدى إلي عيوبي، تحبون ان تقولوا فيحتمل لكم، وان قيل لكم مثل الذي قلتم غضبتم، تجدون على الناس فيما تنكرون من أمورهم وتأتون مثل ذلك أفلا تحبون ان يؤخذ عليكم؟ اتهموا رأيكم ورأي أهل زمانكم وتثبتوا قبل أن تكلموا، وتعلموا قبل أن تعملوا، فان يأتي مان يشتبه فيه الحق والباطل ويكون المعروف فيه منكرا والمنكر فيه معروفا، فمنكم مقترب إلى الله بما يباعده ومتحبب إليه بما يبغضه عليه قال الله تعالى (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) الآية فعليكم بالوقوف عند الشبهات حتى يبرز لكم واضح الحق بالبينة فان الداخل فيما لا يعلم بغير علم آثم ومن نظر لله نظر الله له، عليكم بالقرآن فأتموا به وأموا به وعليكم بطلب اثر الماضين، فيه ولو أن الاخبار والرهبان لم يتقوا زوال مراتبهم، وفساد منزلتهم بإقامة الكتاب وتبيانه ما حرفوه ولا كتموه ولكنهم لما خالفوا الكتاب بأعمالهم التمسوا ان يخدعوا قومهم عما صنعوا مخافة ان تفسد منازلهم وان يتبين للناس فسادهم فحرفوا الكتاب بالتفسير وما لم يستطيعوا تحريفه كتموه فسكتوا عن صنيع أنفسهم ابقاءا على منازلهم وسكتوا عما صنع قومهم مصانعة لهم، وقد اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه بل مالوا عليه ورفقوا لهم فيه
(١٦٣)