يستغفر منها وتقصيرهم تقصير لا يعترف به كيف يهتدي المستدل المسترشد إذا كان الدليل حائرا أحبوا الدنيا وكرهوا منزلة أهلها فشاركوهم في العيش وزايلوهم بالقول ودافعوا بالقول عن أنفسهم ان ينسبوا إلى عملهم فلم يتبرؤوا مما انتفوا منه ولم يدخلوا فيما نسبوا إليه أنفسهم لان العامل بالحق متكلم وان سكت وقد ذكر ان الله تعالى يقول: اني لست كل كلام الحكيم أتقبل ولكني انظر إلى همه وهواه فإن كان همه وهواه لي جعلت صمته حمدا ووقارا وإن لم يتكلم وقال الله تعالى (مثل الدين حملوا التورية ثم لم يحملوها - لم يعملوا بها - كمثل الحمار يحمل أسفارا) كتبا وقال (خذوا ما آتينا كم بقوة) قال العمل بما فيه ولا تكتفوا من السنة بانتحالها بالقول دون العمل بها فان انتحال السنة دون العمل بها كذب بالقول مع إضاعة العلم ولا تعيبوا بالبدع تزينا بعيبها فان فساد أهل البدع ليس بزائد في صلاحكم ولا تعيبوها بغيا على أهلها فان البغي من فساد أنفسكم وليس ينبغي للمطبب ان يداوي المرضى بما يبرئهم ويمرضه فإنه إذا مرض اشتغل بمرضه عن مداو اتهم ولكن ينبغي ان يلتمس لنفسه الصحة ليقوى به على علاج المرضى فليكن امركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرا منكم لأنفسكم ونصيحة منكم لربكم وشفقة منكم على إخوانكم وان تكونوا مع ذلك بعيوب أنفسكم أعنا منكم بعيوب غيركم وان يستفطم بعضكم بعضا الصيحة وان يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم وقد قال عمر
(١٦٢)