حدث في قرائكم وأهل مساجدكم من الغيبة والنميمة والمشي بين الناس بوجهين ولسانين، وقد ذكر ان من كان ذا وجهين في الدنيا كان ذا وجهين في النار يلقاك صاحب الغيبة فيغتاب عندك من يرى انك تحب غيبته ويخالفك إلى صاحبك فيأتيه عنك بمثله فإذا هو قد صاب عند كل واحد منكما حاجته وخفي على كل واحد منكما ما يأتي عند صاحبه.
حضوره عند من حضره حضور الاخوان وغيبته عن من غاب عنه غيبته الأعداء من حضر منهم كانت له الأثرة ومن غاب منهم لم تكن له حرمة يغبن من حضره التزكية ويغتاب من غاب عنه بالغيبة في العباد الله اما في القوم من رشيد ولا مصلح به يقمع هذا عن مكيدته ويرده عن عرض أخيه المسلم بل عرف هو أهم فيما مشى به إليهم فاستمكن منهم وأمكنوه من حاجته فأكل بدينه مع أديانهم فالله الله ذبوا عن حرم أعيانكم وكفوا ألسنتكم عنهم الا من خير وناصحوا الله في أمتكم إذ كنتم حملة الكتاب والسنة فان الكتاب لا ينطق حتى ينطق به وان السنة لا تعمل حتى يعمل بها فمتى يتعلم الجاهل إذا سكت العالم فلم ينكر ما ظهر ولم يأمر بما ترك وقد اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه اتقوا الله فإنكم في زمان رق فيه الورع وقل فيه الخشوع وحمل العلم مفسدوه فأحبوا ان يعرفوا بحمله وكرهوا ان يعرفوا بإضاعته فنطقوا فيه بالهوى لما ادخلوا فيه من الخطأ وحرفوا الكلم عما تركوا من الحق إلى ما عملوا به من باطل فذنوبهم ذنوب لا