نبتها، ناميا زرعها، ناضرا عودها ممرعة آثارها، جارية بالخصب (42) والخير على أهلها، تنعش بها الضعيف من عبادك (43) وتحيي بها الميت من بلادك، وتنعم بها المبسوط من رزقك (44) وتخرج بها المخزون من رحمتك، وتعم بها من نآى من خلقك (45) حتى
(42) (ناضرا) من النضارة وهي الحسن وشدة خضرة النبات والشجر لاشباعهما من الماء وكونهما ريانا. و (ممرعة آثارها) منقولهم: (مرع رأسه - من باب منع - مرعا، وأمرعه بالدهن امراعا): مسحه به وأكثر منه. أو من قولهم: (مرع شعره مرعا): سرحه أي سقيا تكون آثارها من شدة اسباغها وامتصاصها الماء مدهونة أي يترشح منها الدهن من شدة سمنها. (والخصب) كحبر.: كثرة الخير ووفور النعمة.
(43) تنعش بها - من باب منع -: تجبرهم بها بعد فقرهم وتقيمهم بعد لصوقهم بالأرض من شدة الضعف، وترفعهم بعد ضعتهم من الفاقة.
(44) تنعم بها - من باب أفعل -: تجعل بها مبسوط رزقك ناعما طيبا ذا لين ورغد.
(45) (من نآى) من بعد منا أي تكون السقيا عامة ولا تكون مخصوصة بنا وبمن يلينا.
والفعل أي (نآى) من باب منع، ومصدره: النأي - كالمنع: البعد. وقال المجلسي الأول قدس سره: وفي بعض النسخ: (من نأ) أي [من] نهض بجهد ومشقة.
أقول: والفعل من باب (قال) ومن معانيه: السقوط، ويقال أيضا: (ناء به الحمل):
أثقله وأماله. و (ناء بالحمل) نهض به مثقلا.