دراسات في الحديث والمحدثين - هاشم معروف الحسني - الصفحة ٢٧٠
يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاء الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال اقرأ فقال ما انا بقارئ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال اقرأ، قلت ما انا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ قلت ما انا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني، فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم، فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال زملوني وكررها ثلاثا حتى ذهب عنه الروع فأخبر زوجته خديجة بالخبر، وقال لها: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله ابدا. انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسي المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الدهر، ثم انطلقت به إلى عمها ورقة بن نوفل بن عبد العزى، وكان قد تنصر، وكتب الإنجيل بالعبرانية وبلغت به الشيخوخة حدها الأقصى، وبعد ان قص عليه النبي (ص) ما اصابه، اجابه ان هذا الذي ترى هو الناموس الذي انزل على موسى ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله: أو مخرجي هم؟ قال نعم: لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به الا عودي، وان يدركني يرمك أنصرك نصرا مؤزرا (1).
- وروى في باب من لا أحب الدفن في الأرض المقدسة عن أبي هريرة أنه قال: ارسل ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صك ملك الموت وجهه،

(١) انظر ج ا، ص ٦ و ٧ وقد نص هذا الحديث بصراحة ان النبي (ص) مع تلك العلامات التي أظهرها الله له، ومع أنه رأى الملك وأوحى إليه هذه الآيات من القرآن الكريم، كان شاكا في امره، وخائفا من مصيره، ولم يطمئن على نفسه الا بعد أن بشره ورقة بن نوفل بالنبوة التي انتهت إليه، ومن ناحية السند فان راوي هذا الحديث يحيى بن بكير وهو ليس من الموثوق بهم عند المؤلفين في الرجال، كما نص على ذلك الذهبي في الميزان، وابن حجر في تهذيب التهذيب.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 دراسات في الكافي للكليني والصحيح للبخاري 5
2 مقدمة 7
3 الفصل الأول: لمحات عن الكتابة والحديث ومراحل تدوينه 13
4 الفصل الثاني: في أصناف الحديث 31
5 التواتر عند محدثي السنة 38
6 أخبار الآحاد وأصنافها 40
7 الحديث وأصنافه عند السنة 49
8 الحسن 51
9 الضعيف 52
10 العدالة 58
11 الفصل الثالث: في الصحابة 65
12 عدالة الصحابة 71
13 الفصل الرابع: البخاري وصحيحه بنظر المحدثين 109
14 الصحيح بنظر العلماء والمحدثين 116
15 الكليني 125
16 الكافي بنظر الشيعة 130
17 الكليني يختمر السند أحيانا 140
18 الكليني يروي عن الإماميين وغيرهم 143
19 موقف السنة من مرويات المخالفين لهم 145
20 الفصل الخامس: من رجال البخاري 161
21 من رجال الكافي 192
22 الواجب في صحيح البخاري 202
23 الواجب في الكافي 209
24 البداء في الكافي 220
25 البداء في صحيح البخاري 225
26 القدر في صحيح البخاري والكافي 227
27 من كتاب العلم في صحيح البخاري 233
28 من كتاب العلم في الكافي 238
29 من كتاب الإيمان في صحيح البخاري 245
30 الدجال 283
31 من الكافي 285
32 الإيمان والإسلام في الكافي 318
33 التقية في الكافي 326
34 من هنا وهناك 340
35 من مرويات الكافي حول القرآن 345