في حديثه عنه ووصفه بأنه كان خارجيا يرى رأي الخوارج ويدعو إليه ومات وله من العمر ثمانون عاما (1).
واكد هذه الحقيقة كل من يحي بن بكير، وخالد بن أبي عمران الحصري، ومعصب الزبيري، وأحمد بن حنبل وغيرهم، ودافع عنه جماعة من المحدثين، وكان من أشدهم حماسا له ابن حجر في مقدمة فتح الباري، وما ذاك الا لان البخاري يعتمد عليه في جامعه ويكثر من الرواية عنه (2).
الثالث من الطعون، انه لان يساير الامراء ويقف على أبوابهم طمعا.
في جوائزهم، ومن كانت هذه حالته يضطر إلى مجاراتهم وتقريض أعمالهم.
وقد أسهب في مقدمة فتح الباري في سرد ما قيل فيه من مدح وذم، ودفع جميع الطعون الموجهة إليه اعتمادا على نصوص بعض المحدثين الذين أثنوا على دينه وعلمه، مع العلم بان الرأي الشائع المعمول به عند جمهور المحدثين فيما لو تعارض الجارح والمعدل، هو تقديم الجارح، لان المعدل يخبر عما ظهر من حاله والجارح يخبر عن باطن خفي على غيره، وإذا كان عدد المعدلين أكثر، فقد قيل بتقديم التعديل، والصحيح الذي عليه الجمهور كما نص ابن الصلاح ان الجرح مقدم على كل حال (3).
ومن الغريب ان يطعن الحفاظ والمحدثون فيمن كان يساير الحكام ويطمع في جوائزهم ولا يطعنون فيمن كان يشترك معهم مباشرة في الحكم والظلم والبغي وقتل الأبرياء كعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة بي مروان