القالين له أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، ورث البغض له لا عن كلالة وجاء عن عبد الرحمن بن جندب ان أبا بردة قال لزياد بن أبيه: اشهد ان حجر بن عدي قد كفر بالله كفرة أصلع، عنى بذلك انه اخذ الكفر عن علي (ع).
وروى عبد الرحمن المسعودي عن ابن عياش المنتوف أنه قال:
سمعت أبا بردة يقول لأبي العادية الجهني قاتل عمار بن ياسر، أنت قتلت عمارا قال نعم: فتناول يده وقبلها، ثم قال له: لا تمسك النار ابدا (1).
ومن الغريب ان ابن حجر في مقدمته عد أكثر من أربعمائة من رجال البخاري. ممن طعن فيهم جماعة من المحدثين بما يوجب ضعفهم وعدم الوثوق بهم وعد منهم ستة من النواصب المعروفين بعدائهم لعلي (ع) ولم يذكر أحدا من النواصب الذين ذكرناهم، مع أنهم قد اشتهروا بهذه الصفة أكثر من غيرهم، ولعله من حيث إنه لا يجد سبيلا للدفاع عنهم.
ومهما كان الحال، فإذا أضفنا هؤلاء إلى الستة الذين ذكرهم ابن حجر في مقدمته وأضفنا الجميع إلى النواصب من الصحابة، يبلغ عدد النواصب بين رجال البخاري نحوا من ستين ناصبيا على وجه التقريب.
كما يبلغ عدد الخوارج الذين روى عنهم في صحيحه أكثر من ثلاثة عشر خارجيا حسب التهم الموجهة إليهم في كتب التراجم وأحوال الرجال.
وإذا أردنا ان نتلمس له ولأمثاله من المحدثين العذر بالنسبة إلى نواصب الصحابة من حيث إنهم قد اجتهدوا في كل ما صدر عنهم كما يزعم أهل السنة فهل يجد لهم الباحث عذرا مقبولا يبرر اعتمادهم على مرويات هذا النوع من التابعين، ويسوغ لهم رد مرويات الشيعي الداعي إلى