ومنها: عدم حضور الراوي عند شيخه في وقت كان يحدث فيه من كتاب معين، فهو يروي عنه مباشرة، إلا من ذلك الكتاب، فإنه يرويه بالواسطة.
ومن هذا القبيل ما يرويه بعض أصحاب الإمام (ع)، بل أكثرهم، بواسطة أو أكثر عنه (ع) مع أنهم رووا عنه مباشرة في كثير من الأحيان. وما ذلك إلا لعدم حضورهم وقتئذ في ذلك المجلس.
ونحو ذلك من أسباب أخرى.
عود على بدء:
إني وبعد تتبعي لروايات " علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم " وجدتها كثيرة في كتب الأصحاب، وجلها يرويها مباشرة عنه، وقليل منها بتوسط أبيه - إبراهيم بن هاشم -.
وقبل دخولي في بحث (الثلاثيات) كنت أرى أن علي بن إبراهيم اشترك مع أبيه في الرواية عن هارون بن مسلم.
ولكن بعد متابعتي في الكافي المطبوع لتلك الموارد التي روى فيها - ظاهرا - " عن أبيه " تبين لي غير ذلك، فإني رجعت فيها إلى عدة مخطوطات، ثم قابلتها على جملة من الكتب التي اعتمدت في نقلها على كتاب الكافي، فوجدتها - جميعا - مختلفة أشد الاختلاف في ثبوت تلك الواسطة وعدمها، فمن أصل تسعة عشر حديثا من هذه الثلاثيات توسط فيها إبراهيم بن هاشم بين ابنه وهارون في الكافي المطبوع لا ترى حديثا واحدا متفقا على وجود تلك الواسطة في جميع النسخ.
ففي المخطوطات: بعضها ضرب عليها بعد اثباتها في السند، وبعضها لم تثبت في الأصل، ولكن أضيفت في الهامش، وبعضها جعلت نسخة بدل.
وأما في الكتب الأخرى التي نقلت عن الكافي، كالتهذيب، والوسائل،