عن هارون بن مسلم مباشرة، كما هو ملاحظ في كتاب الكافي وغيره.
وأما أنه يروي عنه في بعض الأحيان بواسطة، فهذا أمر ممكن في نفسه وواقع عند جملة من الرواة، فقد يروون تارة عن رجل مباشرة، وأخرى بواسطة، كرواية الشيخ الكليني عن سعد بن عبد الله الأشعري، فإنه روى عنه عدة أحاديث في الجزء الأول من أصول الكافي بعضها بواسطة والبعض الاخر مباشرة (1)، وكذلك روايته عن عبد الله بن جعفر الحميري، فإنه تارة روى عنه مباشرة وهو الأكثر وأخرى بواسطة (2) وأما سبب ذلك فعدة أمور:
منها: عدم اللقاء دائما بين الراوي والمروي عنه، فقد يلتقي معه في فترة زمانية قصيرة كالحج، فيأخذ عنه بعض الأحاديث، والبقية يرويها بواسطة عنه.
ومنها: لقاء الراوي للشيخ وأخذه الرواية عنه، وهو في بداية حياته العلمية، ثم ينسى بعضها بعد موت شيخه، فيحدث بما حفظه مباشرة، وبما نسيه بالواسطة عنه.
وقد يسمع منه جملة أحاديث ثم يدركه الموت، فيروي عنه البقية بواسطة أحد السابقين له في الحضور عند ذلك الشيخ. وهذا ما حصل مع الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن قولويه صاحب (كامل الزيارات)، فإنه سمع أربعة أحاديث من سعد بن عبد الله الأشعري وبقية ما يرويه عنه هو بواسطة أبيه، أو أخيه (3).