السقيفة أم الفتن - الدكتور الخليلي - الصفحة ٤٥
مظلوما ويسب على المنابر بعد كل صلاة عيد، وهل تعجب وذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستضعفون بعد موته ثم يقتلون ويقطعون ويسلبون ويحرقون ويسبون ويسمون، وهل تستغرب قتل صحابة رسول الله بعد تعذيبهم (1)! وهل تستغرب منع تدوين سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحاديثه قهرا وقسرا، حتى يمر الزمان ويقضى على النخبة من الصحابة وهم تحت كابوس من الضغط، ولا يطيق أحدهم أن ينبس ببنت شفة ولا يسمح له بالخروج من المدينة إلا تحت أوامر صارمة (2)، وهل تستغرب أن تستباح مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتضرب كعبة المسلمين بالمنجنيق، ويقتل فيها الآمنون، وهل تستغرب أن تستبيح أم المؤمنين قتل مئات بل ألوف الصحابة والمسلمين قبل شروع القتال وبعده في حرب الجمل، وهل تعجب من شخص يجلس مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسمي نفسه خليفته تم يحلل حرامه ويحرم حلاله، وما لا يحصى ولا يعد من المنكرات!
ألا تعجب إذا رأيت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نفسه منكرا!، ألا تعجب وأنت ترى وتسمع نسبة فضائل علي (عليه السلام) وذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأعدائه وأعدائهم وتزييف وتحريف الحقائق على رؤوس الأشهاد!، ألا تعجب ومال الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين يبذل في غير سبيل الله، بل في سبيل المنكرات والموبقات!، أتريد بعد هذا خبرا لأمة محمد والمظالم تترى على محبيه ومحبي آله وذراريه وهم أهل الكتاب والسنة وهم المخلصون من شيعة محمد وآله!
ألم يجر ذلك في زمن بني أمية؟ ووضع حجره الأساس في زمن أبي بكر وعمر

(1) باسم الردة كمالك ابن النويرة وصحبه، وسيأتي ذكرهم في هذا الجزء، وما وقع للصحابة في زمن عثمان، وما فعلته أم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير في البصرة في حرب الجمل، وسيأتي تفصيل ذلك في الجزء الخامس.
(2) سيأتي ذلك في هذا الكتاب والكتاب الرابع في عهد عمر.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست