حكم بن حكيم. تقدم عن النجاشي والفهرست بعنوان خلاد السندي (1).
أقول: أفرد الشيخ في فهرسته لتعريف كل من كتاب خلاد السندي وخلاد بن خالد ترجمتين، ولم يتأكد من اتحاد الرجلين، وكأن كتابيهما كانا متغايرين، أو كان متوقفا من اتحادهما ولكن نقلهما كما كانا عليه. ولم يكن في كتاب خلاد بن خالد شيء من الأحكام، ولذا لم يكن لروايته - التي هي عبر ابن أبي عمير وصفوان بصورة مشتركة - ذكر في الكتب الأربعة، والظاهر أنه من الكتب المندرسة التي لم يبق منها أثر، ولم ينقل المحدثون الذين وصلت كتبهم إلينا منه شيئا؛ لعدم العثور على مثل هذا الإسناد في الروايات. ولكن رواية شخصين من أصحاب الإجماع عنه تدل على وثوقه وجلالته واعتبار أخباره وكتبه.
وقد التبس الأمر على الطريحي في جامع المقال، وعدهما شخصين، حيث قال:
" ويمكن استعلام أنه ابن خالد المقري برواية ابن أبي عمير وصفوان جميعا عنه، وأنه السندي البزاز برواية ابن أبي عمير وحده عنه " (2).
وقال المامقاني: " خلاد بن خالد المقري: عنونه في الفهرست كذلك وقال: له كتاب، أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، وأحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير وصفوان جميعا، عنه. انتهى.
وظاهر وعدم غمز الشيخ في مذهبه كونه إماميا، فإذا انضم إلى ذلك: كونه ذا كتاب، ورواية ابن أبي عمير الذي مراسيله كالمسانيد، وصفوان الذي هو من أصحاب الإجماع، المشعرة بوثاقته والاعتماد عليه، كان حديثه من الحسان. ونفى الوحيد (رحمه الله) البعد عن اتحاده مع السندي الآتي، ولم أفهم وجهه... وعلى كل حال فقد ميزه