بالشجرة... " و " أفسدت علينا... " لا معنى لأن يقال فيه أنه يدل دلالة صريحة على نفي الحديث، لأنه لا دلالة لفظية فيه على ذلك، وأقصى ما يمكن ادعاؤه أنهما يدلان بالدلالة العقلية على نفيه باعتبار أنه ترك الاستدلال بحديث الغدير في موقع كان الأولى أن يستدل به، فعدوله عند دليل على عدم ثبوته وإلا لاستدل به.
وهذه الدلالة لا تسمى دلالة صريحة.
ونحن ننكر عليك حتى هذه الدلالة العقلية لأنه لم يكن في موقع الاستدلال بحديث الغدير حتى يكون تركه دليلا على عدم ثبوته في القول الأول، لأنه جاء احتجاجا على من احتج باستحقاق الخلافة بالقرابة من الرسول فقال لهم: إذا كان ذلك سببا للاستحقاق فمن كان أكثر قرابة وأقرب فهو أولى بالاستحقاق.
والتشبيه بالشجرة والثمرة من التشبيهات البديعة في الباب فإنه لبيان أولوية الاستحقاق للأقرب لأنه هو الثمرة التي هي أولى من أصل الشجرة بالاستفادة منها بل الثمرة هي الغاية المقصودة من الشجرة. وليس هذا موردا لذكر النص لأنه من باب النقض على المستدل بحجته.
وأما القول الثاني فعلى تقدير صحة نقله فإن قوله: لم ترع لنا حقا " كلام عام يجوز أن يراد به النص ويجوز أن يراد مطلق الحق الذي صورته في كلامك. وهذا التصوير الذي ذكرته وأطنبت فيه ليس في كلام الإمام دلالة عليه وإنما هو من اجتهاد الكاتب حينما تخيل أن الإمام لا نص عليه فلا بد أن تكون احتجاجاته وشكواه ناشئة من اعتقاده بالأحقية.