الغدير سلموا عليه بأمرة المؤمنين. نعم إذا أنكرنا تلك النصوص جملة وتصورنا أن النبي أراد البيعة لابن عمه سرا فدبر ذلك التدبير الخفي لإبعاد خصومه فلا نتصور النبي حينئذ - وحاشاه - إلا جبانا ضعيفا يريد أن يخاتل المسلمين في ابن عمه. ولكن - يا أخي - كل هذا التدبير إنما يكون مقبولا حكيما إذا كان قد وقع بعد ما أعلن أمر ابن عمه فلم تنفع معهم كل تلك التوصيات وعلم إصرارهم على المخالفة فأرسل هذا البعث، وإن لم ينفذوه فقد أقام به الحجة البالغة عليهم، وإلا فلماذا خالفوا أمره فيه ولماذا تباطؤا واعترضوا على تأمير أسامة؟ وقد بسطنا كل ذلك في كتاب السقيفة.
ولا يشك التاريخ في وقوع البعث ولا في تأخر المبعوثين عن تنفيذه ولا في تألم النبي منهم وغضبه عليهم وإصراره عليه مرة أخرى. ولا يصح تفسير ذلك بغير ما ذكرنا إلا إذا كنا ننكر النصوص على علي جملة، فهذا أمر آخر ولا كلام لنا مع هذا المنكر فإن مثله لا يستطيع أن؟ تسيغ هذا التفسير قطعا.
أما تقديرك أن جيش أسامة هذا لو رجع بعد أن يفتح وقد وجد الأمر قد تم لعلي قد ينتقض فيحارب من في المدينة، فهذا احتمال من الجائز أن يقع وأن لا يقع، ولكن لو وقع منهم فإنهم يكونون كأهل الردة الخارجين على إمام زمانهم يحاربون وتكون الحجة عليهم لا سيما مع سبق النصوص وبيعتهم لعلي يوم الغدير ولم يبق مجال للتأويل أو تجاهل النص على علي بعد تمام البيعة له.
في البحث الخامس إنك تشك في صحة حديث الكتاب الذي أراد النبي أن