اجتماعهم سرا في سقيفتهم، واستطعنا أن نعرف لماذا كان سريا بلا مشورة للمهاجرين ولا باقي للمسلمين.
أجل! ما هو إلا لأنهم طلبوا الغرة من أصحاب الرسول وأهل بيته، فانتهزوا فرصة انشغالهم بفادحهم العظيم وبجهازهم نبيهم، ليحكموا البيعة لأحد نقبائهم وسيد الخزرج، أو لأي شخص آخر منهم قبل أن يفرغ أهلها أو طالبوها. وحينئذ ظنوا أن سيتم لهم كل شئ.
2 - نفسية الأنصار حاولنا في البحث السابق أن نتشبث بما يرفع الأنصار عن سوء النية والقصد، ولكنا نؤمن بأن ما قلنا عنهم لا يخرج عن عده من الوساوس التي لا تبرر عمل المرء من الناحية الدينية. على إنا نرجو أن يكونوا معذورين فيما عملوا لئلا نخسر عددا وفيرا من الصحابة.
أما نفس عملهم - سواء كانوا بسوء نية أم لا - فلا يسعنا أن نحكم بصحته، فنا مهما فرضنا الحقيقة من جهة النص على الإمام فإن استبدادهم هذا وتسرعهم في عقد اجتماعهم لنصب خليفة منهم لا يخرج عن عدة خيانة للإسلام وتفريطا في حقوق المسلمين بلا مبرر، وفي وقت قد دهمت الإسلام فيه هذه الفاجعة