والضرورات تقدر بقدرها لا أن النصرة ابتدائية بدافع نفسي ليناقض ما قلته عنه، بل هذا الكلام مما يؤيد قولي ويؤكده وهو يدل على أن العمل الذي يعلم أنه يضر بالإسلام يتركه ويعمل ما يرى عمله ضرورة إسلامية، فكيف كان قوله هذا يدل على أنه يحجم عن الفعل أو القول الذي يكون خذلانا للإسلام كما رغبت أنت أن تقوله وتتصوره عن هذه الكلمة.
نعم إن الإمام أعظم وأجل أن يتقاعس عن عمل يراه واجبا لنصرة الإسلام، ومن أين يدل كلامه المنقول أو كلامي المسطور على خلاف ذلك فإذا تباطأ أبو الحسن فإنما تباطأ عن شئ يكون فيه نصرة لأبي بكر وعمر ولم يتباطأ عما تدعوه الضرورة الإسلامية إلى فعله، وإنما لم يشترك في الحروب لأنه حينئذ يكون مأمورا لهم وهذا ما كان يتحاشاه بل يتحاشونه معه. وما ذكرته في السقيفة عن ذلك ففيه الكفاية.
وأما قياسه في الاشتراك في الحروب بعمر وعثمان وطلحة وأمثالهم فقياس مع الفارق البعيد، لو كان هناك قياس، وأبو الحسن من تعرف في حروبه أيام النبي وأيام خلافته ولم يشترك قبله ولا بعده من الخلفاء بنفسه في الحروب، فكيف يقاس غيره به وكيف لا يستغرب عدم اشتراكه في الحروب أيام الخلفاء قبله وكيف لا يدل ذلك على عدم تعاونه معهم معاونة صادقة؟
هذا ما أردت أن أقوله - يا قرة العين - في جوابات