ترى أن أحد الكلامين يتصل بالآخر ويكون متمما له، فأين التناقض؟
أما إنه لو ناهض القوم بالأربعين عندما يجدهم فإنك تحتمل أن تدور عليه الدائرة كالحسين فهذا تكهن لم يعترف به الإمام وهو من ظاهر كلامه كان جازما بأن الأربعين على هذه الصفة لو وجدهم لكانوا كافين له في النصرة على خصومه.
أما أنه يكون ذلك ثلما للإسلام لو انتصر عليهم، فمن أين نفهمه إذا فرضنا أنه انتصر على غاصبي حقه من الخلافة التي هي بنص النبي وبها حينئذ قوام الإسلام لا هدمه إلا إذا كنا لا نعترف بالنص فهذا أمر آخر.
وأما كفاية نصرة مالك بن نويرة فعلى تقديره فهو واحد من ذوي العزم إذا كان هو حقيقة من ذوي العزم الذين يشترطهم الإمام فيكف تفرض أن الحجة قد قامت عليه بمالك وحده على أنه كونه يعترف بحقه شئ وكونه من ذوي العزم شئ آخر.
وأما سؤالك عن اتفاق قوله عليه السلام: " فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله إن أرى فيه ثلما أو هدما " مع ما ذهبت إليه من تقاعس الإمام عن نصرة الخلفاء إلا بمقدار الضرورة فإنه واضح الاتفاق لأن الإمام في صدر كلامه ذكر أنه أمسك يده ولكن ضرورة حفظ بيضة الإسلام دعته إلى النصرة. وهذا صريح بأن الضرورة هي التي دعته إلى ذلك