بالوجوب بعض المسلمين على نحو الوجوب الكفائي (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف...).
(الثاني) إن المراد أنكم تأمرون بالمعروف من حيث مجموعكم ولو بامتثال البعض وإن كان ذلك البعض قليلا باعتبار أن ذلك البعض من الأمة يعمل باسمها كأنه يقول:
إنكم خير الأمم لأن فيكم من يأمر بالمعروف وليس كذلك باقي الأمم. وهذا كما نقول مثلا إن الأمة الانكليزية احتلت العراق، وليس المراد أن جميع الأمة احتلته بل بعض جيوشها وذلك باعتبار أن ذلك البعض منها وكان عمله باسمها.
في البحث السابع 1 - تسأل عما إذا كان تناقض بين قول الإمام: " لو وجدت أربعين ذوي عزم.. " وبين قوله: " فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس... " فإني لم أعرف وجها للتناقض بين القولين فإن الإمام في الأول يقول: لو وجدت الأربعين على هذه الصفة لناهضت القوم، ومعنى ذلك أنه لم يجد الأربعين فلم يناهضهم يعني أنه سالمهم، ثم صرح في الثاني بأنه أمسك يده عن نصرتهم غير أنه لما رأى راجعة الناس عن الإسلام فرأى أن المصيبة في ذلك أعظم من مصيبة فوت الولاية فالتجأ أن ينصر الإسلام لأجل ذلك، لا نصرة للأمراء ولا لكونهم عنده أهلا للنصرة كما هو مدلول كلامه. وأنت