السقيفة - الشيخ محمد رضا المظفر - الصفحة ١٥٠
يمكنه أن يتهمه بالحيدة عن طريق الحق إذا اعترف بهذا الرأي منه، وهو - أعني التأريخ - يريد أن يصحح ما وقع يوم السقيفة الذي لا يصح من دون رضى صاحب الحق وموافقته، فيركن إلى المداورة.
ولكن في الحقيقة لا بد أن تتم على نفسها، فإنه جاء في صحيحي البخاري ومسلم عدا كتب التأريخ والسير ما لا يخرج عن هذا القول: " إن وجوه الناس كانت إليه وفاطمة باقية فلما ماتت انصرفت وجوه الناس عنه وخرج من بيته فبايع أبا بكر وكانت مدة بقائها بعد أبيها ستة أشهر ".
وجاء ما هو أصرح من كل ذلك في جوابه لكتاب لمعاوية، إذ يتهمه معاوية بالبغي على الخلفاء والإبطاء عنهم وكراهية أمرهم، فيقول الإمام منكرا لبعض التهم ومعترفا بالبعض الآخر: " فأما البغي فمعاذ الله أن يكون وأما الابطاء والكراهية لأمرهم فلست اعتذر إلى الناس في ذلك) (1).
3 - الموقف الدقيق يظهر للمتتبع أن الإمام كان يرى - عطفا على رأيه السابق - وجوب مناهضة القوم حتى يأخذ حقه منهم.

(1) راجع شرح النهج (3: 409).
(١٥٠)
مفاتيح البحث: السقيفة (1)، الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست