وخصوصياتها، فهذه الصلاة - مثلا - من أين تعرف أوقاتها وفرائضها وركعاتها وأجزائها وشرائطها ومقدماتها وما يتصل بها من أحكام لا تحصى؟
فهل ترجع إلى اعتبار الحديث مرة أخرى؟
- أم تلتجئ عندئذ إلى الاعتراف بالثقل الذي أرجعنا إليه النبي (ص) مع القرآن.
- أم ماذا؟
4 - قولك سدد الله قولك: " لا يعقل أن يترك أمرها أي الخلافة إلى حديث كحديث الغدير " فيا قرة العين ليس الأمر منحصرا بحديث الغدير حتى يتم استغرابك فكم هي الأحاديث والآيات كما قرأت بعضها في السقيفة وهي يؤيد بعضها بعضا ويفسر بعضها بعضا إذا كان الواحد منها لا يكفيك.
أما وصفك لحديث الغدير بأنه (لا تكاد الصحابة تسمعه حتى ينساه أكثرهم ويذهب في تأويله الآخرون مذاهب مختلفة) فإني أجلك من هذا الكلام فإنه ما على النبي من ضير أن تنسى حديثه الصحابة أو تتأوله، بل ترك أمر الخلافة إلى الصريح الفصيح من الكلام وبلغهم وإذا كانوا نسوه فالعيب فيهم لا في الحديث، على أنا لا بد أن نقول:
إنهم تناسوه لا نسوه، ومن أين علمنا بأنهم نسوه.
وأما الذين ذهبوا المذاهب المختلفة في تأويله فأولئك قوم من المتأخرين وليس هم من الصحابة كما يشعر به قولك وذلك لما ضاقوا