صحيحة على شرطهما استدركت عليهما؟ ويكفي أن تراجع مستدرك الحاكم. والله أعلم لماذا تركا هذا الحديث ونحوه! وأرجو ألا تذهب بك الثقة بصحيحي البخاري ومسلم هذا المذهب، حتى تجعل عدم روايتهما لحديث سببا في الطعن بذلك الحديث. فقد رابني منهما ما يريب كل منصف طالب للحق، فإنهما لم يرويا أبدا ولا حديثا واحدا عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، ولئن لم يكن إماما فعلى الأقل هو أوثق وأجل وأعلم فقهاء عصره؟ بل لم يرويا عن أبنائه الأئمة كلهم. وما أقل ما روياه عن آبائه حتى عن علي أمير المؤمنين عليه السلام وهو من تعرف.
هذا كله في وقت قد أكثرا من الرواية عن جماعة كثيرة هم محل الريب بل الطعن فضلا عن المجهولين. ولو وسع الوقت وهذه الرسالة العابرة لذكرت لك العشرات من هؤلاء الرواة. ولا محيص من أن أذكر لك جماعة منهم على سبيل المثال لتعرف أني على حق فيما قلت ولك علي أن لا أنقل إلا من علماء ورجال أهل السنة لتطمئن إلى قولهم:
فمن هؤلاء الرواة (أحمد بن عيسى المصري) فقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب والذهبي في ميزان الاعتدال: إن ابن معين حلف عن أحمد هذا أنه كذاب. ونقل في التهذيب عن أبي زرعة أنه أنكر على مسلم روايته عن أحمد هذا في الصحيح قال: " هؤلاء قوم - يعني مسلما ونحوه - أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئا يتشرفون به " وقال:
" يروي - يعني مسلما - عن أحمد في الصحيح ما رأيت أهل مصر يشكون في أنه... " وأشار إلى لسانه يعني أنه يقول الكذب.