أمور الدين لما جاز لرسول الله أن يعدل عن تبيانه لمجرد اعتراض عمر وإلا لترتب على ذلك أن النبي (ص) كتم كثيرا مما كان يريد تبليغه خشية عمر وغيره ولا أظن أن مؤمنا يقول بذلك.
6 - إن ما نسب إلى الإمام علي عليه السلام بعد تمام البيعة لأبي بكر يدل دلالة صريحة على عدم ثبوت حديث الغدير آنذاك فإن قول الإمام: " احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ". وقوله لأبي بكر: " أفسدت علينا أمرنا ولم تستشر ولم ترع لنا حقا " لا يدل إلا على أنه كان يرى نفسه أحق بالخلافة من أبي بكر وليس ذلك بعجيب، فعلي من عرفه المسلمون ربيب رسول الله وزوج الزهراء وأبو الحسنين وأتقى الناس لله فلا غرو إذا رأى نفسه أحق بالخلافة من غيره ولكن اعتقاد الأحقية في الخلافة شئ وعد استخلاف غيره اغتصابا لحقه ومروقا من الدين شئ آخر فإننا لا زلنا نرى ترأس المفضول على الأفضل في جميع الأزمان والسلطة كالرزق حظوظ وحتى في أيامنا ليس انتخاب نائب عن منطقة - على فرض حرية الانتخاب - دليلا على أن المنتخب هو خير أهل المنطقة.
ثم ما معنى انصراف وجوه الناس عنه بعد موت الزهراء عليها السلام فإذا كان من قد اجتمع إليه قبل موت الزهراء إنما اجتمع لأنه آمن بحديث الغدير واعتقد أن البيعة لغيره ضلال لما جاز أن يتغير بموت الزهراء وإلا لثبت أن اجتماعه